من هو ؟؟
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب . وهي الفتاة ابنة بائعة اللبن، أمر عمر الفاروق ابنه عاصم أن يتزوجها، فأنجبت له بنتا، و تزوجت تلك البنت عبد العزيز بن مروان الخليفة الصالح وأنجبت له عمر رحمه الله وجزاه عن الأمة خيرًا.
ورعه منذ صغره :
بكى و هو غلام، فأرسلت إليه أمه : ما يبكيك؟؟
قال: ذكرت الموت، فبكت أمه معه.
وعظه للخلفاء بالحق :
لما
نظر سليمان بن عبد الملك إلى عسكره و جنده وملكه، التفت إلى عمر: كيف
ترى ما ها هنا ؟؟ قال : أرى دنيا يأكل بعضها بعضا، أنت المسؤول عنها والمأخوذ بما فيها!!
و
بينما هما معًا عند عرفات، إذ برقت السماء وأرعدت رعدًا شديدًا، ففزع
سليمان والتفت إلى عمر فإذا هو يضحك! قال: يا عمر، أتضحك وأنت تسمع ما
تسمع؟؟ فقال: يا أمير المؤمنين !!! تلك رحمة الله أفزعتك، فيكف لو جاءك
عذابه؟؟
ثم
نظر سليمان إلى الناس من حوله و قال مزهوًا: ما أكثر الناس !!! ( أي رعيته
)، فقال عمر: خصماؤك يوم القيامة يا أمير المؤمنين!!!!!!!!
مذكور في الإسرائيليات :
كتب في التوارة أن الأرض والسماء تبكي على عمر بن عبد العزيز أربعين سنة!!
ملخص ما جاء في وصوله للخلافة :
كان
سليمان بن عبد الملك جالسًا أمام مرآته، وكان حسن الوجه، فأعجب بنفسه وقال: أنا الملك الشاب. فمرض من يومه مرضه الذي مات فيه. فدخل عليه
وزيره رجاء بن حيوة –رحمه الله وجزاه عن الأمة خيرًا– و قال: يا أمير
المؤمنين، إنه مما يحفظ به الخليفة في قبره أن يستخلف الرجل الصالح. فقال: فمن ترى؟ قال رجاء: عمر بن عبد العزيز، فقال عبد الملك: هو والله، و
لكن لئن وليته لتكونن فتنة في ولد عبد الملك، و لا يتركونه أبدًا يلي
عليهم إلا أن أجعل أحدًا بعده، فأجعل يزيد بن عبد الملك بعده، فقال رجاء:
هذا الرأي.
لما علم أبناء عبد اللمك :
لما
ذكر عمر بن عبد العزيز، نادى هشام بن عبد الملك: لا نبايعه أبدًا، فقال
رجاء: إذًا والله أضرب عنقك، قم فبايع. فقام يجر رجليه إلى عمر وهو
يسترجع لأنه أراد الإمارة، وعمر بن عبد العزيز يسترجع لأنها صارت إليه!!!
عمر يخلع نفسه !!!
لما
دخل المسجد، صعد المنبر واجتمع الناس إليه فقال: ” أيها الناس إني قد
ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني، ولا طلبة له، ولا مشورة من
المسلمين، وإني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم”.
فصاح الناس صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين و رضينا بك!!! فلما
رأى ذلك قام يخطب، فحمد الله وأثنى عليه وقال: ” أوصيكم بتقوى الله، واعملوا لآخرتكم، فإنه من عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه … ثم رفع صوته:
من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له، أطيعوني ما أطعت
الله، فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم”.
في ذكر أنه من الخلفاء الراشدين المهديين :
يقول أحمد بن حنبل: يروى في الحديث أن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصحح لهذه الأمة دينها، فنظرنا في المائة الأولى فإذا هو عمر بن عبد العزيز، ونظرنا في المائة الثانية فإذا هو الشافعي.
و روي عن سفيان الثوري قوله: أئمة الهدى خمسة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز.
و سئل محمد بن علي بن حسين عن عمر فقال: أما علمت أنه يبعث يوم القيامة أمة وحده؟؟؟
دلائل صلاحه :
لما
ولي رحمه الله، قال رعاة الغنم: من هذا الخليفة الصالح الذي قام على
الناس؟؟ قيل: وكيف علمتم؟؟ قالوا: إنه إذا قام خليفة صالح كفت عنا
الذئاب والأسود!! فكانت الشاء والذئب ترعى في مكان واحد في خلافته رضي
الله عنه. فبينما هم ذات ليلة إذ انقض ذئب على شاة، فقالوا: ما نرى
الرجل الصالح إلا قد هلك، فسالوا عنه فكان فعلا قد توفي رحمه الله!!!
الجوعى أولى بالمال من الكعبة :
كتبوا
إلى عمر بن عبد العزيز أن يأمر للبيت بكسوة كما كان فعل من قبله، فكتب:” إني رأيت أن أجعل ذلك في أكباد جائعة، فإنه أولى بذلك من البيت”.
ما نقش على النقود في عهده :
ضربت لعمر فلوس، فكتب عليها: ((أمر عمر بالوفاء))، فقال: اكسروها و اكتبوا ((أمر الله بالوفاء والعدل))
عمر و الحجاج :
كان
عمر يبغض الحجاج ويقول: ما حسدت الحجاج دون الله على شئ حسدي إياه على
حبه القرآن، وإعطائه أهله، وقوله حين حضرته الوفاة: اللهم اغفر لي فإن
الناس يزعمون أنك لا تفعل!!!
نهيه عن سب الظالم !!!
عن
رياح بن عبيدة أنه كان جالسا عند عمر فذكر الحجاج فشتمه، فقال عمر: مهلاً
يا رياح، إنه بلغني أن الرجل ليظلم، فلا يزال المظلوم يشتم الظالم وينتقصه حتى يستوفي حقه ويكون للظالم الفضل عليه.
مع ولاته :
كتب
إليه واليه على الموصل أنها من أكثر البلاد سرقتًا ونقبًا، فرد عليه عمر:
خذ الناس بالبينة وما جرت عليه السنة، فإن لم يصلحهم الحق، فلا أصلحهم
الله.
فقال: ففعلت ذلك، فما خرجت من الموصل حتى كانت من أصلح البلاد وأقلها سرقة.
___________
وبلغ عمر عن جند له شيئا فكتب إليهم: ۞ الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه و من أصدق من الله حديثا ۞ النساء
احترام الناس له حتى بعد وفاته :
دخل على هشام بن عبد الملك رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إن عبد الملك أعطى جدي أرضا، فأقرها الوليد وسليمان، فلما استخلف عمر – رحمه الله – نزعها. فقال هشام: والله إن فيك لعجبًا، تذكر من أعطى جدك الأرض ومن أقرها فلا تترحم عليه، وتذكر من نزعها فتسترحم عليه، قد أمضينا ما صنع عمر رحمة الله عليه!!
بدء توبته :
سئل ذات مرة: ما كان بداية إنابتك؟ قال: أردت ضرب غلام لي، فقال : يا عمر! اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة!!!
أنتظر ثيابي !!
قيل لعمر: ما يجلسك هنا؟
قال: أنتظر ثيابي لتغسل لأصعد بها المنبر!!!
قيل: وما هي ؟؟
قال: قميص وإزار ورداء قيمتهن أربعة عشر درهما
وهو يومئذ خليفة ملك بني سليمان!!!
لا غرو أن يبعث رحمه الله أمة وحده … نعم كان أمة وحده …
أويس القرني أزهد أم عمر ؟؟
قال
أبو سليمان الدارني لأبي صفوان: كان عمر بن عبد العزيز أزهد من أويس
قال: ولم؟
قال: لأن عمر ملك الدنيا فزهد فيها.
قال: وأويس لو ملكها
لزهد فيها كذلك!!
فقال الدارني: لاتجعل من جرب كمن لم يجرب.
هي لنا اليوم رشوة !!
أهدي إليه تفاح وفاكهة، فردها، فقيل: ألم يكن رسول الله يقبل الهدية؟؟
قال: بلى! ولكنها لنا ولمن بعدنا رشوة!!!!!!!!!!!!
آكل المال الحرام لا يستجاب دعائه، وكل لحم نبت من سحت (حرام) فالنار أولى به!
في فتنة علي وعثمان رضي الله عنهما :
لما سئل عنها قال: تلك فتنة طهر الله يدي منها، فلا أحب أن أخضب لساني بها.
و يشتم أمير المؤمنين !!!
لما خرج عمر ذات ليلة ومعه حارس،
دخل المسجد في الظلمة، فتعثر برجل نائم، فرفع الرجل رأسه و قال: أعمى
أنت؟؟
قال: لا!
فهم به الحارس، فقال له عمر: مه ( أي كف ) إنما سألني وأجبته!!!!!!!!!
وأساء رجل آخر الأدب معه في مجلسه فقال: أردت أن يستفزني الشيطان بعز السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غدًا!! ثم عفا عنه.
مع كتاب الله :
كان لا يدع النظر في المصحف كل يوم، ولكنه كان لا يطيل.
ذاك الذي اجتمعت له الدنيا وهو عنها في شغل :
كان
يوما ساكتًا وأصحابه عنده يتحدثون، فقيل: مالك لا تتكلم يا أمير
المؤمنين؟؟ قال كنت مفكرًا في أهل الجنة كيف يتزاورون فيها، وفي أهل
النار كيف يصطرخون فيها! ثم بكى.
قرأ عمر ذات يوم ۞ وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه ۞
فبكى بكاءًا شديدًا حتى سمعه أهل الدار، فجاءت فاطمة زوجته فجلست تبكي
لبكائه، وبكى أهل الدار لبكائهما. فجاء ابنه عبد الملك فقال: يا أبة ما
يبكيك؟ قال: خير يا بني، ود أبوك لو أنه لم يعرف الدنيا ولم تعرفه،
لقد خشيت أن أهلك، لقد خشيت أن أكون من أهل النار
انشغل ذات يوم بمناجاته في صلاته عن ضيفه، ثم ذكره، فأقبل إليه يعتذر قائلا: كيف يشبع رجل من الطعام والشراب وليس أحد من المشرق والمغرب يظلم بظلامة إلا كنت خصمه يوم القيامة!!!!!!!!!!!
من مناجاته :
” وجدتني قد وليت أمر هذه الأمة :
صغيرها وكبيرها، وأسودها وأحمرها، ثم ذكرت الغريب الضائع، والفقير
المحتاج، والأسير المفقود، في أقاصي البلاد وأطراف الأرض فعلمت أن الله
سائلي عنهم، وأن محمدًا حجيجي فيهم، فخفت ألا يثبت لي عند
الله عذر ولا يقوم لي مع رسول الله حجة فخفت على نفسي ودمعت له عيني،
ووجل له قلبي، وأنا كلما ازددت لها ذكرًا، ازددت منه وجلا“
۞ كذلك أتتك آياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى ۞
۞ هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ۞
وفاته :
مات
رحمه الله مسمومًا، وظل مريضًا لمدة عشرين يومًا قبل أن ينتقل إلى رحمة
الله. فلما أحس دنو أجله قال لرجاء بن حيوة: إذا وضعوني في لحدي فحل
العقدة، ثم انظر في وجهي فإني دفنت ثلاثة من الخلفاء كانت وجوههم مسودة في
غير موضع القبلة.
قال رجاء : فكنت فيمن غسله وكفنه ودخل في قبره، فلما حللت العقدة، نظرت إلى وجهه فإذا هو كالقراطيس(من بياضه) ووجهه إلى القبلة!!
في حال احتضاره رحمه الله :
تقول زوجته فاطمة: جلست أمام باب غرفته فجعلت أسمعه يقول ۞ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ۞
يرددها مرارا، ثم أطرق فلبث طويلا لا أسمع له حسًا، فقلت لوصيف يخدمه:
ويحك انظر، فلما دخل صاح، فدخلت عليه فوجدته ميتًا قد أقبل بوجهه على
القبلة.
مات و له أربعون سنة رحمه الله.
كلمة ملك الروم عنه :
حزن ملك الروم لموته حزنًا شديدًا وقال: مات الرجل الصالح، إني لست أعجب من راهب إن أغلق بابه ورفض الدنيا، ولكن أعجب ممن كانت الدنيا تحت قدميه فرفضها وترهب.
تركته :
خلف وراءه أحد عشر ابنًا، و سبعة عشر دينارًا، كفن بخمسة واشترى له موضع قبر بدينارين، وقسم الباقي على بنيه، فأصاب كل واحد تسعة عشر درهما.
و لما مات هشام بن عبد الملك، خلف أحد عشر ابنا، ولكل واحد ألف ألف دينار ..
فكان من بعد ذلك أن رأى الناس ولدًا لعمر بن عبد العزيز قد جهز مائة فرس في سبيل الله
وولد لهشام يتصدق عليه!!!!!!!!!!!
۞ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ۞
__________________
المصدر
سيرة عمر بن عبد العزيز \ ابن الجوزي
للاستزادة من أخباره
صور من حياة التابعين \ عبد الرحمن رأفت باشا
عمر بن عبد العزيز \ محمد الصلابي
هكذ لقي الله عمر بن عبد العزيز \ علي أحمد باكثير